ابو جهاد عـــــــــضوفـــــــــعــــــــــال
عدد المساهمات : 136 نقاط : 299 قال شكرا : -1
بطاقة الشخصية حقل النت: 20
| موضوع: الحرب والسلام عند رسول الإسلام السبت أبريل 25, 2009 11:16 am | |
| كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مثلاً أعلى للإنسانية الكاملة، وكانت شخصيته الخُلُقية شخصيةً كاملة سامية متعددة النواحي، وقد اجتمع فيه من محاسن الآداب ومكارم الأخلاق ما لم يجتمع لغيره من الناس؛ سواء في شبابه أو في رجولته؛ وسواء قبل بعثته أو بعدها، وقد أجمع المتقدمون والمتأخرون من الرواة والمؤرخين في الشرق والغرب على أنه عُرف في صباه وشبابه بالصدق والأمانة، والتمسك بالفضائل، والترفع عن الرذائل حتى عُرف بين قومه بالأمين، وقد أعده الله تعالى للنهوض بأعباء الرسالة ونشر الدين الحنيف بالحكمة والموعظة الحسنة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -مبينًا الغرض الأساسي من بعثته النبوية السامية-: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)[[size=9] رواه أحمد][/size]، ومكارم الأخلاق هذه هي الأساس في حفظ حقوق الآخرين، وعدم الاعتداء، وسلامة المجتمع، ومن ثم التقليل من الخسائر بما يضمن للآخرين التعايش بالصورة الإنسانية الصحيحة.وكانت سيرته صلى الله عليه وسلم تؤكد أن كل من هادَنَه لم يقاتلْه؛ سواء أكان من مشركي العرب أم من غيرهم، والمتتبع لأحكام السُنة النبوية ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم في الحروب وسيرته العطرة يري أن الخُلُق العظيم هو جوهر رسالته.فقد عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأخلاق في سلمه وحربه إلى أن لقي ربه، فهو الصادق إذا ذكر الصدق، وهو الوفي الكريم، الزاهد، الشجاع، المتواضع، الرحيم، البار، الحكيم، الأمين، الوفي، العابد، كان الرسول صلى الله عليه وسلم هذا كله، وكان فوق هذا، فكانت أخلاقه فوق الصعاب، وفوق كل الظروف والتقلبات التي تأتي بها الأيام، فقد كان قادرا على أن يلتزم الموقف الأخلاقي المناسب، مهما تكن اللحظة التاريخية حرجة وحاسمة، إنه نبي يشرع بسلوكه، وينطلق من منهج واضح وليس من ردّ فعل تُمليه أو تفرضه أية ضغوط أو ظروف. ولقد سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خُلق رسول الله فقالت: "كان خُلُقه القرآن"[أحمد والنسائي]، وسُئلت مرة أخري فقالت: لم يكن فاحشًا ولا متفحشًّا.. ولكنه يعفو ويصفح، وما خير صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما". هذا ما جبله الله عليه من الأخلاق الجبلية الأصيلة العظيمة التي لم يكن أحد من البشر- ولا يكون- على أجمل منها، وشرع له الدين العظيم الذي لم يشرعه لأحد قبله، وهو مع ذلك خاتم النبيين، فلا رسول بعده ولا نبي؛ صلى الله عليه وسلم، فكان فيه من الحياء والكرم والشجاعة والحلم والصفح والرحمة وسائر الأخلاق الكاملة ما لا يُحد ولا يُمكن وصفه[ ابن كثير: شمائل الرسول.].وقد بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الثقلين، والمستوى الأخلاقي في الجزيرة العربية في الدرك الأسفل، وسائر المعمورة أحوج ما يكون إلى هديه ورسالته؛ فاستطاع محمد صلى الله عليه وسلم بأخلاقه السمحة أن يحوّل الهمجية إلى شجاعة، والطغيان إلى رحمة وعدل، متبعًا في ذلك ما يوحى إليه من لدُن عليم خبير؛ فصار الشر خيرًا، وتبدل الظلام إلى نورٍ وهَّاج يضئ القلب والبصيرة.وكانت مهمته صلى الله عليه وسلم هي القضاء على النظام القبلي القوي الذي كان مسئولا عن اندلاع نار الحرب -على نحو موصول تقريبًا- بين العرب، والاستعاضة عنه بولاء لله يسمو على جميع الروابط الأسرية والأحقاد الصغيرة. وكان عليه صلى الله عليه وسلم أن يعطي الناس قانونًا كليًا يستطيع حتى العرب المتمردون قبولَه والإذعانَ له، وكان عليه أن يفرض الانضباط على مجتمع عاش على العنف القبلي والثأر الدموي لضروب من المظالم بعضها واقعي وبعضها متوهم، فكان عليه أن يحلّ الإنسانية محل الوحشية، والنظام محل الفوضى، والعدالة محلة القوة الخالصة[ روم لاندو: الإسلام والعرب]. ويعبر عن ذلك الوضع قول أحمد شوقي: | |
|